قال مختصون عرب في مجال الصيرفة ان الوصول الى التمويل يبقى عائقا اساسيا امام عدد كبير من المشروعات الصغيرة والمتوسطة في الوطن العربي بسبب عدم كفاية الضمانات المقدمة للمصارف وارتفاع التكلفة الإدارية

جاء ذلك على لسان المشاركين في منتدى (المشروعات الصغيرة والمتوسطة: الطريق الى التنمية الاقتصادية والعدالة الاجتماعية) الذي بدأ اعماله في العاصمة الاردنية عمان اليوم الاربعاء وينظمه اتحاد المصارف العربية بمشاركة ممثلي الدول العربية اعضاء الاتحاد.

ووصف المشاركون في المنتدى المشروعات الصغيرة والمتوسطة بأنها "أحد المحركات الرئيسية للاقتصاد بسبب قدرتها على خلق فرص العمل وتعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية "خاصة وان هيكلية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة تحميها من العديد من المخاطر وتجعل من حركتها في الاسواق اكثر مرونة من المؤسسات الكبيرة والعملاقة.

كما اكد المشاركون اهمية هذه المشروعات التي اثبتت قدرتها على التكيف مع المستجدات والمتغيرات الناجمة عن التحديات السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي يشهدها الوطن العربي.

وقال وزير الصناعة والتجارة الاردني يعرب القضاة في كلمة بافتتاح المنتدى ان التمويل والتدريب من ابرز التحديات التي تواجه المشروعات الصغيرة والمتوسطة الامر الذي يحول دون قيام القطاع بدوره التنموي على الوجه الصحيح.

بدوره ذكر الامين العام لاتحاد المصارف العربية وسام فتوح ان قطاع المشروعات الصغيرة والمتوسطة يحظى بنسبة 9 بالمئة من اجمالي القروض الممنوحة في العالم العربي ويعاني من ضعف اهتمام المصارف العربية بالقطاع.

وأوضح في هذا السياق ان حجم الائتمان المصرفي العربي للربع الاول من العام الحالي بلغ 8ر1 ترليون دولار في حين ان حصة المشروعات الصغيرة والمتوسطة منها "متواضعة"

واكد فتوح ضرورة معالجة التحديات التي تواجه القطاع وأبرزها التمويل وتوفير الضمانات والتشريعات مطالبا الدول العربية بادخال مادة حول الثقافة المالية في المناهج المدرسية باعتبار القطاع يمثل حجر الزاوية في انجاح السياسات التي ترمي الى جذب الشباب في الدول العربية الى العمل في القطاع الخاص لتفادي المزيد من الضغط على مؤسسات القطاع العام التي لم تعد قادرة على توفير فرص العمل المطلوبة

ووفق المنظمين يسلط المنتدى الضوء على دور المشروعات الصغيرة والمتوسطة انطلاقا من الاهتمام المتزايد بهذه المشروعات لقدرتها الاستيعابية الكبيرة للأيدي العاملة وبصفتها ميدانا لتطوير المهارات الادارية والفنية والانتاجية والتسويقية وفتح مجال واسع امام المبادرات الفردية والتوظيف الذاتي ما يخفف الضغط على القطاع العام ويساهم في توفير فرص العمل.

ويناقش المنتدى على مدى يومين دور المشروعات الصغيرة والمتوسطة والمتناهية الصغر في دعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية ويبحث في استراتيجيات وآليات دعم وتمويل المشروعات الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر.

ويبحث المشاركون ايضا موضوع الصيرفة الاسلامية ودورها في تمويل المشروعات الصغيرة والمتوسطة وآفاق هذه المشروعات في الوطن العربي ويتناولون موضوع الابداع والابتكار ودعم جهود ريادة الاعمال.