جدد وزير الخارجية الامريكي مايك بومبيو انتقاد بلاده لجوء ايران لمحكمة العدل الدولية واصفا إياه بأنه "اساءة استخدام" للمحكمة لأغراض "سياسية ودعائية".

وقال بومبيو في بيان صحفي مساء امس الاثنين ان إيران أقامت قضية أمام محكمة العدل الدولية ضد الولايات المتحدة في عام 2016 لتحدي التدابير التي تبنتها واشنطن لردع الهجمات الارهابية ضد الولايات المتحدة ودول اخرى "وكذلك للرد على أعمال أخرى مزعزعة للاستقرار على الصعيد الدولي اتخذتها إيران".

واوضح ان هذه التدابير "تشمل السماح لضحايا الارهاب باسترداد تعويضات من إيران وكيانات ايرانية في محاكم الولايات المتحدة".

واكد بومبيو ان الافعال التي تأتي في جذور هذه القضية تتضمن ضمن اشياء اخرى "القصف المدعوم من ايران لثكنات قوات مشاة البحرية الامريكية في بيروت عام 1983 والذي اودى بحياة 241 جنديا من قوات حفظ السلام الامريكية".

وشكر الوزير القوات الامريكية وكل من ساهم في "ردع الإرهاب" بقوله "اننا ندين لأبطالنا الذين لقوا حتفهم واسرهم وضحايا الانشطة الارهابية الايرانية بالدفاع ضد مزاعم النظام الإيراني" في مقر محكمة العدل الدولية بمدينة (لاهاي) الهولندية "لنظهر انه يجب رفض قضية ايران".

وشدد بومبيو على ان الولايات المتحدة ستواصل محاربة "النشاطات الارهابية الإيرانية" على جميع الأصعدة وستواصل الضغط على "هذه الدولة الخارجة عن القانون".

واضاف ان " هذه النشاطات الخبيثة من جانب ايران هي من الاسباب التي دفعتنا الاسبوع الماضي لانهاء معاهدة الصداقة بين الولايات المتحدة وايران لعام 1955".

وأعرب بومبيو عن امله في "ان يدرك القادة الايرانيون ان السبيل الوحيد لضمان مستقبل ايجابي لبلدهم هو الكف عن شن حملة الارهاب والدمار في جميع انحاء العالم".

يذكر ان ذلك يأتي في وقت بدأت الاجراءات الشفهية امام محكمة العدل الدولية في لاهاي بقضية رفعتها ايران ضد الولايات المتحدة حول " بعض الاصول الايرانية".

و أكد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظریف، أن طهران لم تغلق أبواب المفاوضات أمام واشنطن، مشيرا في الوقت ذاته إلى أنه «رأى كل شيء من نظيره الأمريكي إلا الاحترام».

ونقلت وكالة أنباء «إسنا” عن ظريف، قوله إن «أبواب المفاوضات مع الولايات المتحدة مفتوحة، لكن بشرطين، أن تكون اللقاءات موثوقة، وأن تطمئن بلاده على أن تنفيذ الاتفاق سيجري فور التوصل إليه».

وقال رئيس الدبلوماسية الإيرانية في مقابلة مع قناة «بي بي سي» البريطانية في نيويورك: «لا شيء مستحيل. نحن لم نغلق أبواب المفاوضات مع أمريكا. الأبواب مفتوحة شرط أن يكون مثل هذه اللقاءات جديرا بالثقة. شرط إيران للبدء في مفاوضات مع الولايات المتحدة هو ضمان تنفيذ الاتفاق بمجرد التوصل إليه».

ونُقل عن ظريف قوله عن نظيره الأمريكي مايك بومبيو إن «الثقة المتبادلة لیست شرط التفاوض وإنما الاحترام المتبادل هو الشرط المسبق وأنا رأيت من بومبیو كل شيء ماعدا الاحترام المتبادل».