قال مساعد وزير الخارجية لشؤون أوروبا وليد الخبيزي ان اجتماعات لجنة التوجيه المشترك بين الكويت وبريطانيا، التي بدأت في الكويت أمس، وتستكمل الأحد المقبل، تأتي لاستكمال الملفات التي نوقشت في الاجتماع السابق الذي عقد في لندن في يونيو الماضي، مشيراً إلى أن ملف التعليم يحظى باهتمام كبير من الكويت التي تطالب دائماً بتوفير تسهيلات للطلبة الدارسين في المملكة وتجديد إقاماتهم، فضلاً عن تقديم تسهيلات للمرضى هناك.

جاء ذلك في تصريحات للصحافيين على هامش الاجتماع الـ13 للجنة التوجيه المشترك صباح أمس في فندق جي دبليو ماريوت، تطرق فيها الخبيزي إلى التعاون على مستوى لجنة الدفاع، مؤكداً استمرار التعاون المثمر والقوي في هذا المجال، وأن «أي طلب لوجود قواعد عسكرية أو غيرها ينبع من التعاون».

وأشار إلى أن التعاون العسكري بين البلدين ليس وليد اليوم، وبريطانيا كانت أول من دافع عن الكويت خلال الغزو العراقي ولم يكن لديها قاعدة في الكويت آنذاك، «ونحن مستمرون في التفاهم مع أصدقائنا في بريطانيا على الارتقاء بالتعاون بين جيشي البلدين والمؤسسات العسكرية فيهما».

وبشأن قراءة البعض بأن الكويت تستعين بإقامة قاعدة بحرية بريطانية على أراضيها تحسباً لأي طارئ، قال «إن التعاون الكويتي - البريطاني موجود منذ 120 عاماً وسنحتفل العام المقبل بهذه المناسبة وستقام احتفاليات مشتركة بين البلدين»، مؤكداً أن «بريطانيا حليف استراتيجي والكويت الشريك الأساسي لها».

ورداً على سؤال عن زيارة وزير الدولة لشؤون الشرق الأوسط البريطاني للكويت الأحد المقبل وعما إن كانت هناك اتفاقيات ستوقع خلال الزيارة، أكد الخبيزي أنه لا يوجد أي اتفاقيات جديدة وسيتم التوقيع على خطة العمل التي تم الاتفاق عليها في اجتماعات أمس الخميس، لافتاً إلى التحضير لإبرام اتفاقيات وتعديل في بعض الاتفاقيات المتعلقة بالازدواج الضريبي وذلك مع ازدياد الاستثمارات الكويتية الخاصة في بريطانيا، وذلك عن طريق وضع آلية لمنع الازدواج الضريبي.

وبشأن زيادة عدد الطلبة الكويتيين الدارسين في بريطانيا، أكد الخبيزي أنهم في أياد أمينة «وأصدقاؤنا البريطانيون لديهم معرفة بطبيعة طلبتنا وعاداتهم»، لافتاً الى ان سبب زيادة الاقبال يرجع لعراقة الجامعات البريطانية بالاضافة لقربها من الكويت.

وأكد أن الكويت تسعى لابتعاث عدد أكبر من طلبتها في دول أوروبية أخرى أيضاً، ومنها فرنسا للجامعات الناطقة بالانكليزية وفي بلجيكا وإيطاليا والتشيك، موضحاً أن هناك مناقشات بين وزارتي الخارجية والتعليم العالي والجهاز الوطني للاعتماد الاكاديمي لاعتماد جامعات في دول عدة وتوزيع البعثات عليها.

وتطرق الخبيزي إلى اجتماعه مع سفراء الاتحاد الاوروبي، وقال إنه اجتماع دوري يعقد كل ستة اشهر بحضور ممثل دولة الرئاسة، موضحاً أنه أطلع ممثلي دول الاتحاد الأوروبي على نتائج القمة الخليحية التي عقدت الأحد الماضي في الرياض لرغبتهم بمعرفة نتائج هذه القمة، كما نقل لهم اصرار الكويت على استمرار طلب إعفاء مواطنيها من تأشيرة «شنغن»، كما تطرق البحث إلى موضوع خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي ومواقف الكويت تجاه بعض القضايا الدولية.

من جهته، أكد السفير البريطاني لدى البلاد مايكل دافنبورت ان المحادثات الثنائية البريطانية - الكويتية لم تتطرق أو تناقش موضوع إنشاء قاعدة بحرية بريطانية في الكويت، لافتاً إلى أنه لم يتم التطرق إلى هذا الموضوع أيضاً خلال الاجتماع السابق للجنة التوجيه المشترك (التي عقدت في لندن في يونيو الماضي) والتي تعتبر الاطار العام لدعم وتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، بما فيها التعاون العسكري، مشيداً بمستوى التعاون العسكري المميز بين البلدين على مستوى القوات المسلحة بما فيها الجيش والبحرية وسلاح الجو والحرس الوطني.

وأشار إلى مناقشات مكثفة بين البلدين، خلال الاجتماع الأخير في لندن، بشأن أهم سبل دعم وتعزيز التعاون الدفاعي، واتفق الجانبان على إجراء مناقشات معمقة خلال الصيف والخريف، متوقعاً ان تشهد الأشهر المقبلة نشاطاً ملحوظاً في المجال العسكري، ولافتاً الى أن النسخة المقبلة من التدريب العسكري المشترك «محارب الصحراء» ستقام في الكويت مطلع العام 2019.

وكشف دافنبورت عن مشاركة وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الاوسط اليستر بيرت في اجتماعات لجنة التوجيه المشترك الأحد المقبل، نافيا وجود أي اتفاقيات ثنائية جديدة سيتم التوقيع عليها خلال الاجتماع الحالي للجنة، إذ سيتم الاكتفاء بالتوقيع على خطة العمل للجنة للفترة المقبلة على مختلف مجموعات العمل مثل الدفاع والصحة والتعليم والأمن والأمن السيبراني والتجارة والاستثمار وغيرها.

وفي ما يتعلق بالطلاب الكويتيين الدارسين في بريطانيا، شدد دافنبورت على أن أعدادهم وصلت إلى أرقام غير مسبوقة، لافتاً الى انه لم يسمع عن وجود أي مشاكل لهم، ومشيداً بالدور الذي تلعبه السفارة ووزارة التعليم العالي في توعيه الطلاب وتهيئتهم للتأقلم والتكيف مع الدراسة هناك.

ورداً على سؤال حول التعاون الثنائي في مجال الامن السيبراني، اوضح ان بريطانيا تضع امكاناتها في هذا المجال لخدمة الكويت، مشيراً إلى ان الحكومة الكويتية تخطط لانشاء مركز للامن السيبراني والحكومة البريطانية تعتبر نفسها شريكا في ذلك على صعيد نقل الخبرات البريطانية للكويت في هذا الصدد.