تابعنا على  

رندة تقي الدين: "أوبك بلس" أمام تحديات جيوسياسية عالمية

الثلاثاء 25 يناير 2022 09:13:00 مساءً

قرار دول أوبك بلاس في مطلع فبراير عندما تعقد مجموعة الدول المصدرة للنفط اجتماعها الشهري عبر الفيديو سيتخذ في ظل تحديات جيوسياسية تسود في العالم حاليا وتؤثر على تقلبات سعر النفط والطاقة عموما. فمن جهة هجوم وتهديدات الحوثي على دولتين أساسيتين في أوبك السعودية والامارات، ومن جهة أخرى التصعيد الروسي في أوكرانيا واحتمال عمل عسكري روسي تحاول أوروبا والولايات المتحدة منع حدوثه والتصدي له. روسيا دولة أساسية في مجموعة أوبك بلاس التي تمكنت بالتعاون مع السعودية من إدارة السوق النفطية العالمية خلال جائحة الاوميكرون وتمكنت من رفع أسعار النفط إلى مستوى غير مسبوق منذ سبع سنوات إذ صعدت أسعار برميل البرانت الأسبوع الماضي إلى اكثر من ٨٩ دولار ثم عادت وانخفضت في مطلع الأسبوع إلى أكثر من ٨٦ دولار لبرميل البرنت وذلك بسبب رفع المالية الفدرالية الامريكية الفوائد وارتفاع الدولار . ورغم تقلبات سعر النفط في الأسواق الظروف العالمية المتسمة بالتوتر الشديد تبقي الأسعار مرتفعة ولكنها قد تنخفض إذا توصلت إيران مع الدول الستة التي تتفاوض معها في فيينا للعودة إلى الاتفاق النووي الذي تم توقيعه في ٢٠١٥ وانسحب منه الرئيس الاميريكي السابق دونالد ترامب . وأوبك + أمام تحدي بالنسبة لشهر مارس لأن قرارها بزيادة ٤٠٠٠٠٠ برميل في اليوم من النفط شهريا للتعويض عن التخفيض الذي أجرته خلال سنتي جائحة الكورونا أصبح صعب التنفيذ لأن وحدهما السعودية والامارات لديهما الطاقة الإضافية لزيادة الإنتاج ما يعني أن السعودية مع الإمارات بإمكانها أن تمنع سعر برميل النفط من التحليق إلى مئة دولار. ولكن في حال عادت إيران إلى الاتفاق النووي ورفعت العقوبات الأمريكية عن النفط الإيراني عندئذ بإمكان إيران زيادة مليوني برميل في اليوم من النفط في الأسواق ما يخفض السعر بسرعة. ولكن الأوضاع الجيوسياسية بين أوكرانيا وروسيا اذا تحولت إلى غزو عسكري روسي في أوكرانيا تكون عواقبه كبرى للجانبين الروسي والأوروبي وأيضا للعالم لأن أسعار الطاقة قد ترتفع بشكل مسيء لاوروبا إذا قررت وضع عقوبات مع الولايات المتحدة على روسيا . مثل هذا الاحتمال يعني عقوبات على الغاز الروسي الذي يصدر الى أوروبا ما يمثل عبئا كبيرا على أوروبا وخصوصا لفرنسا وألمانيا اللتان تعتمدان بشكل كبير على الغاز الروسي حاليا . فروسيا تلبي ٣٥ في المئة من احتياجات الطاقة لدول أوروبا من غاز ونفط ، وإذا تقلصت إمدادات الغاز الروسي سيعني ذلك زيادة الطلب على النفط من هذه الدول الأوروبية التي تحاول الابتعاد عن استهلاك النفط بسبب جهودها للحد من الكاربون في إطار قرارات قمة المناخ . فالوضع بالنسبة لأسعار النفط هش جدا ومرتبط بعوامل مختلفة . فصحيح أن انطلاقة الاقتصاد العالمي أدت إلى رفع الطلب على النفط رغم المتحور اوميكرون وإلى رفع الأسعار ولكن الهشاشة باقية لأسباب ما زالت معلقة وهي سياسية. فهل فعلا التصعيد الروسي في أوكرانيا يتحول إلى غزو أو أنه بمثابة ضغط على الأوروبيين؟ وهل تتفق الولايات المتحدة مع إيران على العودة إلى الملف النووي ويعود إنتاج إيران النفطي وتضغط الإدارة الامريكية على إيران لتوقف هجمات الحوثي على دول الخليج؟ كل هذه أسئلة تبقي الوضع المتوتر سائد في جميع أنحاء العالم . فالصين وهي مستهلك أساسي للنفط الإيراني والروسي والغاز القطري تساند السياسة الروسية في أوكرانيا لأنها تنظر إلى وضعها المماثل مع تايوان وعلاقتها المتوترة مع الولايات المتحدة.. إن هشاشة أسعار النفط بمثابة هشاشة التوترات العالمية.

إقرأ أيضا

  • فيديوهات
هذه أجوبه ما يدور في ذهنك عن لقاح كورونا ؟
سوق الفرضه قديما
سوق الفرضه قديما
ابراج الكويت اثناء البناء
عربات المياة يدفعها المهارى عام 1957
احدى بوابات سور الكويت
  • استطلاع رأى

هل تتوقع حل مجلس الأمة ؟

  نعم


  لا


  • معجبى الفيس بوك
  • معجبى تويتر