ذكرت وكالة ستاندرد اند بورز ان الدول المصدرة لوقود الطائرات في الشرق الأوسط تعكف على زيادة صادراتها الى أوروبا لجني ثمار ارتفاع الطلب على السفر جوا في أعقاب تخفيف إجراءات الحظر على الطيران والتي كانت من نتائج انتشار فيروس كورونا.

ونقلت الوكالة عن متداولين في السوق العالمية قولهم إنهم يتوقعون ارتفاع احتياجات دول الغرب من وقود الطائرات بسبب حلول موسم العطلات الوطنية والعالمية الذي اقترن بتخفيف القيود التي كانت مفروضة على انتقال الأشخاص عبر الحدود بين عدد متزايد من دول العالم، الأمر الذي سيشهد اتجاه مزيد من الناس الى السفر جوا.

وقال هؤلاء المتداولون ان انتعاش الطلب على وقود الطائرات في أوروبا بسبب بدء برامج السفر الموسمي وانخفاض المخزونات من الوقود، ناهيك عن الافتقار الى المصادر المحلية أدت كلها مجتمعة الى طلب متزايد على شحنات الوقود من منتجي الشرق الأوسط.

ونوهت إلى النقص الذي تعاني منه أوروبا في وقود الطائرات، مشيرة الى انه يجري التعويض عنه من خلال الاستيراد من أسواق شرقي السويس كدول الخليج العربية والهند، ونقلت عن أحد المتداولين في الشرق الأوسط تصريحا مفاده بأن الطلب على وقود الطائرات من المنطقة مرشح للارتفاع بقوة مع بدء الرحلات في موسمي الربيع والصيف، وانه بالرغم من ضعف الطلب النسبي على وقود الطائرات مقارنة بالطلب على الديزل، إلا انه ما زال قويا اذا نظرنا إليه بصورة مستقلة، ولا يزال هناك طلب من أوروبا والولايات المتحدة على كميات تعوض النقص.

ويستنتج من أحدث البيانات الصادرة عن شركة OAG لقاعدة بيانات الرحلات والإحصاءات أن سعة المقاعد الأسبوعية لشركات الطيران في أوروبا الغربية زادت بنسبة 0.9% على مدار الأسبوع لتصل إلى 21.14 مليون مقعد للأسبوع الذي يبدأ في 16 مايو، وهو ما يمثل حوالي 86.9% من السعة السابقة لانتشار كورونا في 13 مايو 2019.

وأوضحت الوكالة ان الأسعار الإقليمية أخذت تعكس قوة الطلب مع تسجيل الفروقات النقدية أعلى مستوى لها في ثلاثة أشهر متجاوزة 7.60 دولارات للبرميل، وكان آخر مستوى أعلى للتقييم عند 7.80 دولارات للبرميل في 25 أبريل الماضي.

وتقول الوكالة ان معظم المتداولين يرجحون في الغالب عدم تأثر التدفقات التجارية بين الشرق الأوسط وأوروبا حتى في حال فرض حظر على النفط الروسي بسبب ضعف اعتماد أوروبا على استيراد وقود الطائرات من روسيا، وقال متداول يتعامل مع مصفاة تكرير في الشرق الأوسط انه يعتقد ان العقوبات على روسيا لن تؤثر على الاطلاق على تدفقات وقود الطائرات.

وبلغة الأرقام، قالت الوكالة إن واردات دول شمال غرب أوروبا من وقود الطائرات تراوحت بين 200 ألف و300 ألف برميل يوميا في الأشهر الأربعة الأولى من 2022 كان نحو نصفها من الشرق الأوسط وبشكل خاص من الكويت والسعودية والامارات، بينما جاء النصف الآخر من آسيا، وقدرت الوكالة ان واردات أوروبا من وقود الطائرات الروسي في يناير وحتى ابريل بلغت 10 آلاف برميل يوميا، ولذلك من غير المتوقع ان يؤدي فرض حظر على النفط الروسي الى ازدياد الطلب على وقود الطائرات من الشرق الأوسط.

وقال محللو ستاندرد اند بورز غلوبل إن زيادة انتاج المصافي الضخمة في المنطقة مثل مصفاتي الزور وجازان السعودية في النصف الثاني من 2022 سيعزز تدفق وقود الطائرات بكميات جيدة الى السوق ما يتضاءل معه احتمال تأثر العرض بشكل كبير.