تابعنا على  
script async src="https://pagead2.googlesyndication.com/pagead/js/adsbygoogle.js?client=ca-pub-4711926165706844" crossorigin="anonymous">

رمضان شهر الخير والبركات..شهر مضاعفة الحسنات وزيادة الأرزاق

الثلاثاء 28 مارس 2023 10:30:00 مساءً

 

 

الحمد لله رب العالمين، نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلوات الله وسلامه عليه، وعلى آله وصحبه أجمعين.

 

 يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ [آل عمران:102].

 

 يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا [الأحزاب:70-71].

 

 يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ [الحشر:18].

 

أما بعد:

 

فإن خير الكلام كلام الله، وخير الهدي هدي محمدٍ صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة.

 

أيها الإخوة في الله! روى الإمام النسائي رحمه الله تعالى في سننه، وصححه العلامة الألباني رحمهما الله جميعاً، عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( أتاكم رمضان: شهر مبارك، تفتح فيه أبواب السماء، وتغلق فيه أبواب الجحيم، وتصفد فيه مردة الشياطين، ولله فيه ليلة خير من ألف شهر، من حرم خيرها فقد حرم ).

 

هذا الحديث العظيم جاء في بعض الروايات أن النبي صلى الله عليه وسلم قاله على المنبر في آخر يوم من شعبان، يبشر أصحابه، هكذا قال أبو هريرة رضي الله عنه واستدل به العلماء على مشروعية تهنئة المسلمين بعضهم بعضاً بمناسبة قدوم شهر رمضان المبارك، فإن النبي صلى الله عليه وسلم يقول كما سمعتم: ( أتاكم رمضان شهر مبارك )، وهذه الكلمة في لغة العرب تحتمل معنيين: تحتمل معنى الدعاء، أي: أن النبي صلى الله عليه وسلم وقف على المنبر ليدعو للناس أن يجعل الله شهرهم شهراً مباركاً، وتحتمل معنى الإخبار، وهو أن يكون مراد الرسول صلى الله عليه وسلم إعلام الناس أن هذا الشهر شهر مبارك، فما معنى مبارك؟

 

البركة: تعني كثرة الخير، وليس الخير فقط، ولكنه الخير الكثير، ولذلك يسمي الناس المكان الذي يكثر فيه الماء: بركة، فالبركة تعني خيراً، ولكنه الخير الكثير، والرسول صلى الله عليه وسلم يعلم الناس ويذكرهم بأن هذه الليالي والأيام المقبلة أيام وليالٍ جعل فيها الخير الكثير، ( أتاكم رمضان شهر مبارك )، واللازم من هذا: حث المسلمين على التماس هذه البركة، وحث المسلمين على السعي لأن تصيبهم هذه البركة، فإن المسلم مأمور بأن يطلب الخير في دهره كله، كما قال عليه الصلاة والسلام: ( اطلبوا الخير دهركم كله )، فهذا شأن المسلم، البحث عن الخير، والسعي إليه في كل زمان، وفي كل مكان، ولكنه مطلوب منه أن يجد ويعزم على استغلال مواسم الخيرات الكثيرة: ( اطلبوا الخير دهركم كله، وتعرضوا لنفحات رحمة الله )، هناك نفحات، أي: أيام تفتح فيها أبواب الرحمة بما لا تفتح فيما سواها، ومنها هذا الشهر الكريم، الذي وصفه الرسول عليه الصلاة والسلام في هذا الحديث الذي سمعت، بأنه: ( تفتح فيه أبواب السماء )، وفي حديث الصحيحين: ( تفتح فيه أبواب الجنة )، وفي رواية مسلم: ( تفتح فيه أبواب الرحمة ).

 

فالأبواب كلها مفتحة، أبواب السماء مفتحة لقبول العمل، وأبواب الجنة مفتحة لتبشير المؤمنين، وأبواب الرحمة مفتحة لتشمل الطائعين والعاصين، إنه زمن ليس كغيره من الأزمان كما قال ابن الجوزي رحمه الله: مقام رمضان بين الشهور كمقام يوسف بين إخوته، فيوسف سيد إخوته وأفضلهم، وهكذا رمضان مع إخوته، لم يرتد البصر ليعقوب عليه السلام بشمه لأحد من أولاده، لكنه لما شم قميص يوسف رجع إليه بصره كما كان، وهكذا شهر رمضان إذا تنفس المؤمن رياحه، وإذا استنشق المؤمن عبيره، وإذا عاش المؤمن أيامه ولياليه عادت إليه روحه، إنه شهر مبارك، كثر فيه خير الدنيا وخير الآخرة، ولا شك أن خير الآخرة أولى وأفضل ما يفرح به المؤمن ويسعى لاغتنامه، كما أمرنا الله عز وجل بذلك فقال:  قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ [يونس:58].

 

مغفرة الذنوب في شهر رمضان

ثم ما هي الخيرات التي بشر بها رسولنا صلى الله عليه وسلم في هذا الشهر الكريم؟

 

أول هذه الخيرات وأهمها وأعظمها: أن رمضان موسم مفتوح لعموم المغفرة، فإن أسباب المغفرة فيه متوافرة كثيرة أكثر من غيره، (فمن صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه)، (ومن قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه)، (ومن قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه)، إذا فتحت كل هذه الأبواب للمغفرة، ثم مر رمضان وهناك عبد لم يغفر له، فإنما لم يغفر له لشقاوته، ولهذا جاء في الحديث: أن الرسول عليه الصلاة والسلام قال لأصحابه: ( احضروا المنبر )، أي: اجتمعوا حول المنبر، قال: ( فاجتمعنا حول المنبر، فرقى رسول الله صلى الله عليه وسلم درجة، وكان منبره ثلاث درجات، رقى درجة فقال: آمين، ثم رقى الثانية فقال: آمين، ثم رقى الثالثة، فقال: آمين، فلما سئل عن ذلك قال: اعترضني جبريل عند الدرجة الأولى، فقال: من أدركه رمضان فلم يغفر له أبعده الله، قل: آمين، فقلت: آمين )، هذه دعوة خير أهل السماء يؤمن عليها سيد الخلق أجمعين، ( من أدركه رمضان ولم يغفر له أبعده الله، قل: آمين، فقلت: آمين )؛ لأن أبواب المغفرة تفتح على مصارعها، ويصل الإنسان إلى مغفرة الله بأدنى عمل.

 

شهر مضاعفة الحسنات

رمضان موسم تضاعف فيه الحسنات، العمل فيه ليس كالعمل في غيره، فحق أن يسمى شهراً مباركاً، العمل فيه يضاعف بما لا يضاعف في غيره، وقد سئل عليه الصلاة والسلام عن أفضل الصدقة، فقال: ( صدقة في رمضان )، وامرأة أرادت أن تحج لكنها تعطلت عن الحج معه عليه الصلاة والسلام بسبب مرض لها، وبسبب قلة النفقة، فأرشدها عليه الصلاة والسلام إلى عمرة في رمضان، وقال: ( عمرة في رمضان تعدل حجةً معي ).

 

الصوم نفسه الذي يؤديه الإنسان في رمضان ثوابه لا يحصيه إلا الله، كما جاء في الحديث القدسي: ( كل عمل ابن آدم له يضاعف، الحسنة بعشر أمثالها، إلى سبعمائة ضعف، إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به )، الصوم وحده لا يعلم أحد مضاعفة ثوابه إلا الله، ( إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به )، الصلاة في رمضان لها مذاقٌ آخر وثواب آخر، فإن قيام ليله يوجب مغفرة الله تعالى، فكيف بأداء الفرائض فيه، ( ومن قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه )، روى ابن خزيمة في صحيحه، يعني: أورده تصحيحاً منه لهذا الحديث، وإن كان تكلم فيه آخرون بأن: ( من أدى فيه نافلة كان كمن أدى فريضة في غيره، ومن أدى فيه فريضة كان كمن أدى سبعين فريضة فيما سواه ).

 

إذاً: الثواب في رمضان ليس كالثواب في غيره، فحق له أن يسمى شهراً مباركاً، هذا الشهر جعله الله عز وجل موسماً للتزود بخير زاد، خير ما يتزوده الإنسان ويحرص على الاستكثار منه تقوى الله التي جعلها الله عز وجل مفتاحاً لكل خير، وتيسيراً لكل عسير: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا [الطلاق:2]، وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا [الطلاق:4]، وقال عن الجنة: وَلَنِعْمَ دَارُ الْمُتَّقِينَ [النحل:30]، فالتقوى مفتاح الخيرات في دنياك وفي آخرتك، وخير زمان تتزود فيه بالتقوى شهر رمضان، كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ [البقرة:183]، لعلكم تظفرون فيه بحظٍ وافر من التقوى، يعينكم على اجتناب ما حرم الله، وإتيان ما أمر الله في باقي العام.

 

رمضان شهر القرآن

هذا الشهر جعله الله عز وجل موسماً لإنزال كتبه، وهو سبحانه وتعالى لا يختار لإنزال الكتب إلا أشرف الأوقات وأفضلها، اختار رمضان فأنزل فيه التوراة وأنزل فيه الإنجيل وأنزل فيه صحف إبراهيم، كما صح بذلك الحديث، ثم ختم الكتب السماوية فأنزل القرآن في شهر رمضان، فقال جل من قائل:  شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ[البقرة:185]، هداية وبيان، وبه ينال الإنسان منازل الرضوان، قراءته عبادة، والحسنة بعشر أمثالها، ( لا أقول: (الم) حرف، ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف )، وسماعه عبادة، فإن الإنسان يجزى بسماعه للقرآن ثواباً عظيماً، وتدبره وتفكره إيمان وارتقاء في منازل الرضوان، جعل الله رمضان مبدأً لنبوة محمد صلى الله عليه وسلم، جاءه الوحي وهو يتحنث في الغار في شهر رمضان، وذلك إعلام للناس بشرف هذا الشهر ومنزلة هذا الشهر عنده سبحانه وتعالى، واجب المؤمن أن يسعى لاكتساب رضوان الله في كل دهر، ولكنه في مواسم الرحمة وفي أيام المغفرة ينبغي أن يكون أكثر حزماً وأكثر جداً لاغتنام هذه الساعات.

 

الموفق أيها الأحباب! من شدّ العزيمة، وصدق الله النية، وسأل ربه أن يبلغه رمضان ليغتنم فيه الساعات واللحظات فيما ينفعه عند الله.

 

إذا رمضان أتى مقبلاً فأقبل فبالخير يستقبل

 

(إذا كان أول ليلة من رمضان نادى منادي الله: يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشر أقصر).

 

الروحانية في رمضان

من بركات هذا الشهر العظيم: ما يجده كل واحدٍ منا بالضرورة من ارتفاع الروحانية في نفسه، حتى ما يجده العصاة والمجرمون والمذنبون في أنفسهم من وازع ودافع يدفعهم إلى دخول المساجد، وإلى حضور التراويح، ويجدون فيه من لذة العبادة وأنس الطاعة والقرب من الله ما لا يجدونه فيما سواه من الأيام.

 

زيادة الأرزاق في رمضان

في رمضان اهتدى كثيرون، ورجع إلى ربهم كثيرون، وهذا من بركات هذا الشهر العظيم، حتى البركة الحسية كزيادة الأرزاق، فيعرف الموفقون كلهم أن في رمضان زيادة في أرزاقهم، وإن لم تكن هناك زيادة حسية فزيادة معنوية، مهما أنفق المؤمن في رمضان فإنه يلحظ بركة في رزقه، وقد جاء في الحديث عند ابن خزيمة الذي ذكرته من قبل: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فيه: ( يزاد فيه رزق المؤمن )، وإن لم تكن هذه الزيادة عددية، فإن الإنسان يلحظ فيه زيادة معنوية يلحظ فيه بركة في الإنفاق وتيسيراً في الرزق وسعة فيه، فالموفق من اغتنم هذه الليالي والأيام، فإن هذه الأيام إذا أخطأتك هذا العام ربما لن تعود.

 

نسأل الله بأسمائه الحسنى، وصفاته العلا أن يأخذ بأيدينا إلى كل خير.

 

أقول ما تسمعون، وأستغفر الله العظيم لي ولكم فاستغفروه.

 

 

إقرأ أيضا

  • فيديوهات
هذه أجوبه ما يدور في ذهنك عن لقاح كورونا ؟
سوق الفرضه قديما
سوق الفرضه قديما
ابراج الكويت اثناء البناء
عربات المياة يدفعها المهارى عام 1957
احدى بوابات سور الكويت
  • استطلاع رأى

هل تتوقع حل مجلس الأمة ؟

  نعم


  لا


  • معجبى الفيس بوك
  • معجبى تويتر