ماهي الحرية في مفهوم الكثير من الإعلاميين الرياضيين السعوديين، التطاول والشتم والطعن تحت بند (هذا رأيي)، أم النقد الموضوعي وتقصي الحقائق بلا اتهامات ودخول في الذمم؟، نسبة كبيرة يفهون أن الحرية تعني التطاول والكذب والصراخ، والتطبيل بلا ذمة، والخروج عن المألوف بعبارات تؤثّر على عقليات الأطفال ويتعلق بعضهم بها ويظنون أنه لابد من التعامل مع الطرف الآخر بها عند النقاش.
بكل تأكيد أن القيادة الرياضية ممثلة بتركي آل الشيخ ووزارة الثقافة والإعلام ممثلة بالدكتور عواد العواد تؤمن بهذه الحرية وضرورة اختلاف الرأي وتنوع النقاش وتوالد الأفكار ولكن بعيداً عن (التثبيطات) خلف الكواليس التي تحلو لبعض الإعلاميين على طريقة (ارفع صوتك علي وأرفع صوتي عليك).
هذا لا يفعله إلا الإعلامي المفلس الذي لا يجد وسيلة للفت الأنظار إلا بالخروج عن النص والتعلق بالأندية المنافسة وشخصنة الأمور مع مجموعة من المسؤولين والإعلاميين واللاعبين والإداريين والحكام بلا ضمير ولا ذمة، ومن السهل تحريكه كموجة "المذياع" على مختلف المحطات وجميع عباراته ومناكفاته وهجومه ودفاعه محفوظة عن ظهر قلب، ويرضخ فقط للصوت الأقوى ظناً منه أنه سيصادر رأيه الصحيح، على الرغم من أن الكثير منهم معظم آرائهم خاطئة وغير مقبولة لأنها تركّز على "الصياح" ومحاولات التضليل.
هذه النوعية أصبحت غير مؤتمنة على الكلمة الطيبة والنقد الواعي والنقاش المثمر، يبدأ البرامج وينتهي والمذيع مالم "يطير" مع العجة دوره ترديد عبارة (لو سمحت)، وكأن مهمته التفريق بين المتخاصمين من دون الاستماع لآراء مثمرة وطرح الأسئلة بانتظار الجواب.
برأيي الشخصي المتواضع أن ترك الحبل على الغارب لنوعية معينة يعرفها المتابع والجمهور الرياضي يعني ظهور الإعلام الرياضي بصورة لا تليق به، لأن مثل هذه النوعية ليس لديهم جديد إلا رفع الصوت والتسلط تجاه الأندية المنافسة، بينما لو طلبت رأيها في مشروع استثماري، ومخطط يهدف إلى تطوير الرياضة لما تمكنت من قول كلمة واحدة مفيدة، لذلك إطلاق الحرية لها -حسب ما يتم تداوله- لأن هيئة الرياضة تريد رفع سقف حرية النقد من خلال الإعلام الرياضي بمثابة ترك الصغار يعبثون غير مدركين لعواقب طرحهم البليد، لأن نسبة غير العقلاء صارت هي الطاغية والمسيطرة على المشهد تحت بند (نبي إثارة)، فتوارى العقلاء خلفهم وصرنا لا نسمع آراءهم وإذا حضروا كان حضورهم على استحياء لأنهم لم يتدربوا على رفع الصوت والكذب والتدليس.