تطورات أوضاع النفط في الولايات المتحدة وفي العالم تشير إلى احتمال زيادة الطلب على النفط مع عرض محدود ما يجعل مراقب سوق النفط يتوقع بقاء سعره باتجاه الارتفاع رغم التقلبات.

فما يأتي من معلومات عن انخفاض أعمال الحفر في مناطق النفط الصخري الأمريكي في حوض Permian basin في غرب تكساس حيث هي المنطقة الأمريكية الأكثر انتاجا للنفط الصخري مع انتاج يومي بـ ٤،٦ مليون برميل في اليوم وهو اكثر من انتاج عدد كبير من دول أوبك قبل ان يتوقف الحفر بسبب الكورونا.

وحسب وكالة بلومبرغ فإن الحفر للتنقيب عن النفط الصخري shale oil من أحواض أخرى مثل باكن في شمال داكوتا لم يعود الى النشاط السابق لفترة ما قبل الكورونا كما ان انتاج أمريكا من آبار النفط التقليدية هو اقل من مستواه من قبل الكورونا.

وسبب انخفاض اعمال الحفر مرده حسب بلومبرغ الى مستوى التضخم بين ١٥ الى ٢٠ في المئة واليد العاملة والمعدات تقلصت.

شركات النفط الصخري الأمريكية تركز على إعادة السيولة النقدية الى المساهمين فضلا عن التنقيب في آبار جديدة مرتفعة الكلفة .

فإنتاج أمريكا قد ينمو هذه السنة ب٦٠٠ الف برميل في اليوم وليس بمليون برميل في اليوم كما كانت التوقعات وربما اقل في السنة القادمة.

والولايات المتحدة سحبت كميات قياسية من نفطها الاستراتيجي اذ انها باعت الأسبوع الماضي ٨،٤ مليون برميل أي ما يساوي ١،٢ مليون برميل في اليوم.

واظهرت بيانات وزارة الطاقة الأمريكية تراجع الاحتياطي البترولي الاستراتيجي من ٨٠٤ مليون برميل الى ٤٣٤،١ مليون برميل وهو ادنى مستوى منذ تشرين الأول ١٩٨٤.

ارتفعت أسعار النفط قليلا لليوم الرابع الى ٧٨، ٩٤ دولار لبرميل البرنت و٨٨،٥٧ دولار لبرميل النفط الأمريكي wti وابقت منظمة أوبك توقعاتها بنمو قوي للطلب العالمي على النفط في ٢٠٢٢ و٢٠٢٣ .

واستندت على ان الاقتصادات الكبرى لها أداء افضل من المتوقع رغم ارتفاع التضخم وقدرت زيادة الطلب في ٢٠٢٢ بانها ستكون ب٣،١ مليون برميل يوميا في ٢٠٢٢ و٢،٧ مليون برميل يوميا في ٢٠٢٣ .

ويبدو ان النفط الإيراني لن يعود بالسرعة التي كانت متوقعة بسبب تعطل المفاوضات حول الملف النووي الإيراني .

وتنهي أوروبا استيراد النفط الروسي في ديسمبر حسب ما اتفقت عليه دول الاتحاد الأوروبي بشأن العقوبات على امدادات النفط الروسي التي بدأت تقلصها الدول الأوروبية استعدادا للحظر التام في ديسمبر.

ودول مجموعة السبعة تنظر الى وضع سقف على سعر النفط الروسي للحد من عائدات روسيا النفطية لمعاقبة غزوها لأوكرانيا.

فوزارة المالية الأمريكية حذرت من ان هذا الاجراء قد يرفع أسعار النفط بشكل موجع للاقتصاد العالمي.

فتسود الأسواق مخاوف من شح امدادات الوقود قبل الشتاء مما بدد مخاوف المستثمرين من تراجع الطلب في الصين اكبر مستورد للخام في العالم .

قال محللون من مورغن ستانلي ان السوق النفطية تبقى باتجاه الشح ولكن في الوقت الحاضر هذا الشح يواجه رياح مضادة تتمثل بإبلاغ السعودية أوبك انها رفعت انتاجها الى اكثر من ١١ مليون برميل في اليوم للمرة الأولى منذ سنتين .

ولكن بعض البنوك العالمية منها مورغن ستانلي خفضت توقعاتها لبرميل البرنت للربع الحالي والقادم من السنة كما فعلت UBS .

صحيح ان ظروف العالم متقلبة على الصعيد السياسي والاقتصادي والتضخم الذي يجتاح دول الغرب والعالم باسره تجعل تكهن ارتفاع سعر النفط بشكل حاسم صعب جدا.

ولكن شح الامدادات وانخفاض الحفر في أمريكا والعقوبات على روسيا عوامل تجعل توجه أسعار النفط الى الارتفاع ولو بشكل متقلب رهان محتمل.