توصلت دراسة جديدة إلى أن شرب القهوة قد يطيل حياة المصابين بسرطان القولون والمستقيم. ودرس الباحثون 1171 مريضًا تم تشخيص إصابتهم بسرطان القولون أو المستقيم المتقدم أو المنتشر، الذين لا يمكن علاجهم بالجراحة، أكمل المرضى استبيانات النظام الغذائي ونمط الحياة الذي كانوا يعيشونه، بما في ذلك معلومات حول استهلاكهم للقهوة، في بداية الدراسة.

بالمقارنة مع الأشخاص الذين لم يشربوا شيئًا، فإن أولئك الذين شربوا فنجانًا يوميًا زاد معدل بقائهم على قيد الحياة بنسبة 11 بالمئة، وزاد معدل عيشهم من دون تطور للسرطان بنسبة 5 بالمئة، وكلما شربوا المزيد من القهوة كان ذلك أفضل.

أولئك الذين شربوا أربعة أكواب أو أكثر يوميًا زاد معدل بقائهم على قيد الحياة بنسبة 36 بالمئة، وزاد معدل عيشهم من دون تطور للسرطان بنسبة 22 بالمئة، وسواء كانت القهوة منزوعة الكافيين أو عادية، فذلك لم يحدث فرقًا كبيرًا.

الدراسة أجريت في JAMA Oncology، وتناولت تأثيرات العرق والتدخين وتناول الكحول واستخدام الأسبرين ومرض السكري وإضافة الحليب أو كريمات الحليب أو المحليات إلى القهوة، في هذه الدراسة.

أكد المؤلف الرئيسي المشارك للدراسة كريستوفر ماكينتوش، طالب الطب في السنة الرابعة في Mayo Clinic Alix School of Medicine، أن «شرب القهوة ليس علاجًا للسرطان»، وأضاف: «إذا كان المريض يشرب القهوة بالفعل، فيجب أن يشعر بالرضا حيال ذلك. فهو لن يؤذي نفسه بشربها لكنني لا أقترح أن يبدأ الناس في شرب القهوة لمحاولة علاج السرطان أو الوقاية منه».

وتقول الدراسة ان العديد من المركبات الموجودة في القهوة تمتلك تأثيرات مضادة للأكسدة ومضادة للالتهابات وتحسس الأنسولين، مما قد يساهم في النشاط المضاد للسرطان. حددت الدراسات الوبائية وجود ارتباطات بين زيادة استهلاك القهوة وانخفاض تكرار الإصابة بسرطان القولون والمستقيم ومعدل الوفيات.

هذا وكانت لجنة من الخبراء، تابعة لمنظمة الصحة العالمية، قد أعلنت فيما مضى، أن شرب القهوة بانتظام يمكن أن يحمي من نوعين على الأقل من السرطان، وهذا القرار الذي توصلت إليه اللجنة جاء بعد عقود من البحث عن الفوائد الصحية العديدة لهذا المشروب.

بدورها، كانت لجنة من العلماء التي شكلت المبادئ التوجيهية الغذائية للحكومة الفدرالية الأميركية، قد أكدت أن هناك «دليلًا قويًا» على أن ثلاثة إلى خمسة فناجين من القهوة يوميًا ليست ضارة، وأن الاستهلاك «المعتدل» لهذا المشروب قد يقلل من الأمراض المزمنة.

أفادت مجموعة أخرى، وهي الصندوق العالمي لأبحاث السرطان، أن القهوة تحمي من أنواع متعددة من السرطان، ووجدت العديد من المراجعات المنهجية للدراسات التي شملت ملايين الأشخاص أن من يشربون القهوة بانتظام يعيشون أطول من غيرهم.

وقالت الوكالة الدولية لأبحاث السرطان التابعة لمنظمة الصحة العالمية في تقريرها، الذي نُشر في مجلة «لانسيت أونكولوجي»، إنها جمعت فريقًا من 23 عالمًا دوليًا راجعوا أكثر من 1000 دراسة. وقالت الوكالة إن الأدلة أظهرت أن شرب القهوة مرتبط بانخفاض خطر الإصابة بسرطان الرحم والكبد.

في تقريرها، استشهدت المجموعة بأدلة مختلفة، على سبيل المثال، أن خطر الإصابة بسرطان الكبد لدى شاربي القهوة ينخفض ​​بنسبة 15 في المئة «لكل كوب واحد في اليوم».

من المرجح أن تلقى أخبار القهوة هذه ترحيبًا من قبل العديد من الأميركيين، حيث ان حوالي 130 مليون منهم يشربون القهوة يوميًا، ويتم استهلاك أكثر من 1.6 مليار كوب من القهوة يوميًا حول العالم، مما يجعلها واحدة من أكثر المشروبات شعبية في العالم بعد الشاي.

وقالت الوكالة إنه لم يتضح لماذا يبدو أن القهوة تحمي من نوعين على الأقل من السرطانات، لكنها أشارت إلى أن شرب القهوة أنتج «تأثيرات قوية مضادة للأكسدة» في التجارب السريرية، كما أنه عزز موت الخلايا السرطانية في الدراسات المختبرية.