بحثت مصر والإمارات اليوم (الثلاثاء) الإجراءات التنفيذية لمشروع تطوير مدينة رأس الحكمة، الذي سيتم تنفيذه بالشراكة بين الجانبين، والذي يعد أضخم صفقة استثمار أجنبي مباشر في تاريخ مصر. واستقبل رئيس الحكومة المصرية مصطفى مدبولي اليوم وزير الاستثمار الإماراتي محمد السويدي مدير عام صندوق أبوظبي للتنمية، وذلك في إطار متابعة الإجراءات التنفيذية لمشروع تطوير مدينة رأس الحكمة، بحضور وزير الإسكان المصري عاصم الجزار. وأفاد بيان للحكومة المصرية بأن اللقاء يأتي لمتابعة الخطوات التى بدأها الجانب الاماراتي لإعداد مخططات مدينة رأس الحكمة، من خلال الاستعانة بأكبر المكاتب الاستشارية في العالم، لوضع تصور للمخطط العام لتطوير المدينة الواقعة على الساحل الشمالي الغربي لمصر. وأكد مدبولي، خلال اللقاء أنه تم البدء في اختيار عدد من المواقع المقترحة للمطار المقرر إقامته لخدمة مشروع مدينة رأس الحكمة، تمهيدا لانتقاء أحد هذه المواقع للتنفيذ خلال الفترة المقبلة. وثمن الإجراءات السريعة التي اتخذها الجانب الاماراتي لترجمة بنود الصفقة المبرمة في شأن تطوير مدينة رأس الحكمة على أرض الواقع، والهادفة إلى تحويلها لتكون أكبر مقصد سياحي عالمي على ساحل البحر المتوسط، بدءا من الحرص على تحويل الدفعة الأولى من الصفقة إلى مصر بأسرع وقت، وكذا العمل على بدء الخطوات الجادة والفعلية لتخطيط المدينة والاستعانة بأكبر المكاتب الاستشارية العالمية لتنفيذ ذلك. وأشار مدبولي إلى اتخاذ الإجراءات الفعلية لبدء تشكيل اللجنة الوزارية برئاسته والخاصة بمشروع تطوير رأس الحكمة، والتي سيكون من مهامها الأساسية تيسير الإجراءات وتذليل أي عقبات والتنسيق بين الجهات المعنية بهدف تنفيذ التزامات مصر في هذا المشروع. أنشطة سياحية متنوعة بدوره، قال وزير الاستثمار الاماراتي محمد السويدي إننا ماضون بخطى حثيثة لبدء الخطوات التنفيذية لمشروع تطوير مدينة رأس الحكمة، في إطار التزامنا بتحويل منطقة رأس الحكمة إلى واحدة من أهم الوجهات الساحلية على شواطئ البحر المتوسط. وأوضح أن المشروع يتضمن العديد من الأنشطة السياحية المتنوعة، بجانب إقامة منطقة صناعية في الجزء الجنوبي للمدينة، فضلا عن تشييد منطقة تجارية ومالية في قلب المدينة. واستعرض الوزير الإماراتي، خلال اللقاء مقترحا لمخطط ومكونات المرحلة الأولى لتطوير المدينة، بما تتضمنه من مشروعات عديدة. وخلال اللقاء، تم التوافق بين وزير الإسكان المصري ووزير الاستثمار الإماراتي على سرعة تسليم الإطار العام النهائي لمكونات المرحلة الأولى لتطوير رأس الحكمة، تمهيدا لتسلم الاشتراطات البنائية الخاصة بكل مشروع من مشروعاتها وبدء التنفيذ. ووقعت مصر في 23 فبراير الماضي اتفاقية مع دولة الإمارات تتضمن ضخ 35 مليار دولار استثمارا أجنبيا مباشرا خلال شهرين لتنمية منطقة رأس الحكمة بالساحل الشمالي الغربي للبلاد، ويستهدف المشروع إقامة مدينة متكاملة على مساحة 170.8 مليون متر مربع باستثمارات إجمالية تبلغ نحو 150 مليار دولار. وتسلمت مصر بالفعل 10 مليارات دولار من الإمارات تمثل الدفعة الأولى من قيمة الصفقة.